نبذة في وصية طالب العلم ..
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
61-يا طالب العلم لا تبغي به بدﻻ
فقد ظفرت ورب اللوح والقلم
--------------------------
بدأ هذه النبذة الطيبة بهذا النداء اللطيف:
(يا طالب العلم)
أي :يامن أكرمك الله عز وجل ومن عليك باللحاق بهذا الركب الطيب المبارك، ويسر لك أن تكون من أهل العلم وطﻻبه.
🔻قاصدا بهذا النداء :
التنبيه إلى ما يقتضيه هذا الانتساب من حقوق وآداب واجبات تلزم كل سالك سلك هذا المسلك الميارك.
ﻻبد من مجاهدة النفس والاستمرار في طلب العلم والمداومة على تحصيله ((كلما ورد صارف أو عرض صاد))
ذكر ربوبية الله جل وعﻻ للوح والقلم يتضمن تذكير طالب العلم باستشعار منة الله عليه أن يسر له أن يمسك الأوراق والأقﻻم ، ويسطر بها خير الكﻻم وخير الهدى،
وإﻻ كم من الناس من يحملون الأقﻻم والأوراق، ويكتبون بها الباطل والضﻻل والكفر والصد عن دين الله.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (81-82)
**********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
62-وقدس العلم واعرف قدر حرمته
في القول والفعل والآداب فالتزم
----------------------------
(التقديس) :التنزيه
أي نزه العلم عن كل ماﻻ يليق به وماﻻ يليق بطلابه
ولهذا ينبغي على طالب العلم :
🔻أن يحترم العلم
🔻وأن يحترم كتب العلم
🔻وأن يحترم حملة العلم
و لهذا جاء في الحديث :
(ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا ، ويعرف لعالمنا حقه)
الآداب التي تراعى في حق العلم منها:
آداب قولية
ومنها آداب فعلية
📍وهذا باب عظيم أفرده أهل العلم بكتابات نافعة ومصنفات مفيدة.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (82-83)
***********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
63-واجهد بعزم قوي لا انثناء له
لو يعلم المرء قدر العلم لم ينم
----------------------------
أي ابذل جهدك في طلب العلم بعزيمة قوية.
وفي الدعاء المأثور:
(اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد)
🔵كان العلم هو الشغل الشاغل للسلف يقطع عليهم نومهم كلما استذكروا شيئا من مسائله.
جاء في ترجمة الإمام البخاري رحمه الله:أنه كان يستيقظ في الليلة الواحدة أكثر من مرة فيوقد السراج ويكتب الفائدة تمر على خاطره ثم ينام.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (83-84)
***********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
64-والنصح فابذله للطﻻب محتسبا
في السر والجهر والأستاذ فاحترم
------------------------
أي :كن ناصحا لهم.
قال صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة)
🔻والنصح:
هو إرادة الخير للغير، وأن تحب لهم ما تحب لنفسك.
كما أن الله عز وجل أكرمك بحظ من العلم ونصيب منه؛ فأوصل هذا الخير إلى الآخرين.
🔵النصيحة إذا أسديت سرا كانت أبلغ في التأثير والفائدة.
قال ابن رجب رحمه الله :
"فإن الناصح ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له، وإنما غرضه إزالة المفسدة التي وقع فيها".
العلم إذا أمسكه صاحبه ولم يفد به الآخرين نقص.
ولكن إذا بذلت العلم وقدمت النصيحة إلى الآخرين زاد علمك ونمى وجرى لك ثوابه بعد موتك للحديث:
(إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية،أو علم ينتفع به،أو ولد صالح يدعو له).
قوله (والأستاذ فاحترم):
وهذا مهم جدا في الطلب:
أن يكون طالب العلم على قدر عال من الاحترام لمعلمه
وعلى قدر هذا الاحترام تتحقق الفائدة ويعظم الخير، والعكس بالعكس.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص( 84-86)
***********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
65- ومرحبا قل لمن يأتيك يطلبه
وفيهم احفظ وصايا المصطفى بهم.
----------------------------
🔹فأمثال هؤﻻء حقهم أن يتلقوا بالترحيب وحسن المعاملة.
فهذا الترحيب الرفيع يزيد من همة الطالب ويقوي رغبته.
🔻ولهذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتلقى طﻻب العلم بالترحيب
وكان هذا هديه إذا أتته الوفود لطلب العلم والأخذ عنه عليه الصﻻة والسﻻم.
فلما جاءه وفد عبد القيس والحديث في الصحيحين قال:
(مرحبا بالقوم غير خزايا وﻻ ندامى)
🔻ومرحبا: هي كلمة ترحيب
أي:حللت في مكان رحب وبين إخوة يحبونك.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (87-88)
**********************************************************
✏️قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
66- والنية اجعل لوجه الله خالصة
إن البناء بدون الأصل لم يقم
----------------------------
🌼أي اجعل نيتك خالصة لوجه الله.
وفي الحديث: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى "
🌼وطلب العلم عبادة.
كما قال الإمام الزهري رحمه الله :
" ماعُبد الله بمثل العلم "
والعبادة لاتقبل إلا بالإخلاص لله-سبحانه وتعالى-
🌼فعلى طالب العلم أن يصحح نيته في كل وقت وحين بمجاهدة مستمرة للنفس
يقول سفيان الثوري :
" ماعالجت شيئا أشد عليّ من نيتي لأنها تنقلب عليّ"
ولهذا فالنية تحتاج إلى معالجة،
والطالب يحتاج أن يصحح نيته دائماً وأن يبعد نفسه عن الرياء والسمعة وحب الظهور وحب الشهرة وما إلى ذلك.
🌼ويجعل طلبه للعلم من جملة أعماله الصالحة التي يتقرب بها إلى الله -سبحانه وتعالى -
وقد قال الإمام أحمد رحمه الله :
"العلم لايعدله شيء"
وقال مهنا :
" قلت لأحمد: حدثنا ماأفضل الأعمال ؟
قال :طلب العلم
قلت:لمن؟
قال:لمن صحت نيته
قلت: وأي شيء يصحح النية؟
قال: ينوي يتواضع فيه وينفي عنه الجهل "
"الإخلاص" :
هو قصد وجه الله -تعالى- وحده وهو التوحيد
وفي هذا إشارة إلى أهمية التوحيد
فإذا لم يكن العلم قائما على التوحيد فلا نفع فيه .
شرح المنظومة المميمة
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (89-90)
**********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
67-ومن يكن ليقول الناس يطلبه
أخسر بصفقته في موقف الندم
---------------------------
🔻من يطلب العلم لأجل أن يقول الناس عنه طالب علم
فإن صفقته خاسرة يوم القيامة، وإن حصل شيئا من حطام الدنيا.
جاء في الحديث الذي يرويه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها.
قال: فما عمِلتَ فيها ؟
قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ.
قال: كذَبتَ.
ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل.
ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى أُلقِيَ في النارِ.
ورجُلٌ تعلَّم العِلمَ وعلَّمه وقرَأ القرآنَ فأُتِي به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها.
قال: فما عمِلتَ فيها ؟
قال: تعلَّمتُ العِلمَ وعلَّمتُه وقرَأتُ فيكَ القرآنَ.
قال: كذَبتَ ولكنَّكَ تعلَّمتَ العِلمَ لِيُقالَ عالِمٌ. وقرَأتُ القُرآنَ لِيُقالَ هو قارِئٌ فقد قيل
ثم أمَر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقِي في النارِ.
ورجُلٌ وسَّع اللهُ عليه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّه. فأتَى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟
قال: ما ترَكتُ مِن سبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنفَقَ فيها إلَّا أنفَقتُ فيها لكَ.
قال: كذَبتَ ولكنَّكَ فعَلتَ لِيُقالَ هو جَوَادٌ فقد قيل.
ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه ثم أُلقِي في النار))
قال النووي في شرحه لهذا الحديث:
فيه دليل على تغليظ تحريم الرياء، وشدة عقوبته، والحث على وجوب الإخﻻص في الأعمال كما قال تعالى : { وما أمروا إﻻ ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (91)ِ
***********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
68- ومن به يبتغي الدنيا فليس له
يوم القيامة من حظٍّ ولا قسمِ
----------------------------
(( ومن به يبتغي الدنيا ))
أي يطلب العلم للدنيا :
كالرئاسة
والزعامة
والمال
والجاه
والمناصب إلى غير ذلك .
وقد جاء في الحديث عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنْ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))
أي: رِيحَهَا.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص(92-93)
************************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
69-كفى ب(من كان)فى شورى
وهودٍ وفي
الإسراء موعظة للحاذق الفهم
--------------------------
🔻في سورة الشورى :
قال جل وعلا (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ )). [ الشورى : 20 ]
🔻وفي سورة هود :
قال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
[سورة هود آية: 15-16]
🔻وفى سورة الإسراء :
قال الله جل وعلا :
((من كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا )).
[ الإسراء : 18]
🔹فهذه ثلاثة مواضع في القرآن صُُدِّرت بقوله : ( من كَانَ )
وكلها تبين أن من يبتغي بالعلم الدنيا
فليس له يوم القيامة من حظٍّ ولا نصيب.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص(93-94)
************************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمى رحمه الله :
70- إيَّاكَ واحْذَرْ مُمارَاةَ السَّفِيهِ بِهِ
كَذا مُباهاةَ أهْلِ العِلْمِ لا تَرُمِ
-------------------------
قال صلى الله عليه وسلم :
" مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَّ بِهِ الْعُلَمَاءَ ،
أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ " .
🔻قول الناظم :
(إيَّاكَ واحْذَرْ مُمارَاةَ السَّفِيهِ بِه)
أي لا يكن من مسلكك في العلم أن تحصِّله وتطلبه
🔹من أجل مماراة السُّفهاء
🔹أو من أجل مباهاة العلماء:
يتباهى بعلمه فى مجالس أهل العلماء
أو يبرز نفسه ليُقال هو أعلم من العالم الفلانى وأدرى منه فإن هذا مما يخرم النِّيَّة.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص(94)
************************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
71- فإن أبغض كل الخلق أجمعهم
إلى الإله ألد الناس في الخصم
---------------------------
قال صلى الله عليه وسلم :
( إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم)
🔻(الألد):
مأخوذ من لديدي الوادي وهما جانباه ؛ لأنه كلما احتج عليه بحجة أخذ في جانب آخر
وقيل :مشتق من لديدي العنق وهما صفحتاه.
🔻(الخصم):المولع بالخصومة، والماهر بها.
فمن كان بهذه الصفة صاحب لدد في الخصومة ، يتفنن وعنده مهارة يذهب بخصمه هنا وهناك.
همه أن يظهر ويغلب ويفحم خصمه.
فمن كان بهذه الصفة فهو أبغض الرجال إلى الله سبحانه وتعالى .
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله .
ص (95)
************************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
72-والعجب فاحذره إن العجب مجترف
أعمال صاحبه في سيله العرم.
--------------------------
العجب من الأمور التي تخل بالنية
🔻والعجب:
رؤية النفس والتعالي على الناس والترفع عليهم.
وهو خلق ذميم ﻻيليق بآحاد الناس من المسلمين.
فكيف بطالب العلم الذي أكرمه الله سبحانه وتعالى بالعلم ومن عليه بالفهم والفقه.
وطالب العلم كلما كان مستشعرا منة الله عليه وتفضله عليه بالعلم
وأنه لوﻻ فضل الله عليه ورحمته ما حصل من العلم شيئا ذهب عنه العجب وعمر قلبه بالإخﻻص.
شبه العجب بالسيل الجارف العرم الذي يدمر ما أمامه.
فالإنسان عندما يصاب بداء العجب يجترف أعماله الصالحة كلها فﻻ يبقى منها شيئا.
والعجب عندما يصاب به طالب العلم يجره إلى الكبر ، وإلى التعالي على الناس، والترفع على عباد الله، والعلو في الأرض
وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم :
( ﻻيدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر).
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (95-97)
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله:
************************************************************
73-وبالمهم المهم ابدأ لتدركه
وقدم النص والآراء فاتهم.
----------------------------
هذه وصية عظيمة جدا ، ماأحوج طالب العلم المبتدئ لمعرفتها .
وكثيرا ما يتخبط المبتدئون في هذا اﻷمر، وربما تسبب لهم ذلك بعدم المواصلة والمضي في طلب العلم.
بينما إذا أخذ اﻷمور مأخذا صحيحاً ، وأتى اﻷمور من أبوابها الصحيحة ، أدرك بإذن الله جل وعلا مع اﻷيام والوقت خيرا عظيماً.
ولهذا فإن طالب العلم ينبغي له أن يتدرج
في أخذ العلم، ﻻ أن يروم أخذه جملة واحدة ، وحفظه في مرة واحدة أو في جلسات قﻻئل، بل يتدرج في مسائل العلم شيئاً فشيئاً حتى يحصل مع مر اﻷيام منه خيراً كثيرا..
قال تعالى :
(مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)
🔻نقل بعض السلف أنه قال في معنى
الرباني:
(الذي يربي الناس بصغارالعلم قبل كباره )
ذكره البخاري في صحيحه ..
🔻قال الحافظ في مقدمة الفتح :
"أي بالتدريج".
وهذا أمر يحتاج إليه المبتدئ حاجة شديدة، وإذا وفق لعالم يتدرج به في طلب العلم يحصل بإذن الله مع الأيام خيرا كثيرا.
جاء عن اﻹمام الزهري رحمة الله عليه انه قال:
(من طلب العلم جملة فاته جمله وإنما يدرك العلم حديث أو حديثان ).
أي : يمضي به بالتدريج شيئا فشيئاً وهذا المعنى مستفاد من قول النبي عليه الصﻻة والسﻻم :
(أحب اﻷعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل) متفق عليه.
فالشئ الذي يأتي بالتدريج، بالصبر واﻷناة واﻹتقان هوالذي يكون له بإذن الله عز وجل الثمرة النافعه والعاقبة الطيبة ..
ثم قال الناظم رحمه الله :
"وقدم النص واﻵراء فاتهم "
وهذا فيه الحث على تقديم الكتاب والسنة على اﻵراء.
🔻كما قال عمر رضي الله عنه:
(اتهموا الرأي على الدين)
🔻وقال علي رضي الله عنه:
(لوكان الدين بالرأي لكان باطن الخف أحق بالمسح من أعﻻه)
🔶ومن أراد اﻻعتبار في هذا الباب ، فلينظر إلى قصة الصحابة رضي الله عنهم مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم صلح الحديبية
📍فطالب العلم واجبه تقديم النصوص وأن يتهم الرأي في الدين.
📍وأن يقدم كﻻم ربه وكﻻم رسوله عليه الصﻻة والسﻻم.
(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي اﻷمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم اﻵخر ذلك خير وأحسن تأويﻻ ).
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (97-101)
************************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله:
74-قدم وجوبا علوم الدين إن بها
يبين نهج الهدى من موجب النقم
-----------------------------
عندما تشرع في الطلب والتحصيل ، قدم علوم الدين على العلوم الدنيوية
وخاصة ضروريات الدين
وماﻻ يتم الواجب إﻻ به
فهذه كلها مقدمة
وبها يبدأ قبل تعلم أي أمر آخر.
🔶 علوم الدين هي التي يميز بها طالب العلم بين الحق والباطل ،
والهدى والضﻻلة ،
والسنة والبدعة،
والطيب والخبيث.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص(101-102)
قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
***********************************************************
75-وكل كسر الفتى فالدين جابره
والكسر في الدين صعب غير ملتم
---------------------------🌼كل مصيبة يصاب بها اﻹنسان في غير الدين يجبرها الدين .
كمايوضح ذلك :
قول النبي صلى الله عليه وسلم:
(عجباً ﻷمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك ﻷحد إﻻ للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء فصبر فكان خيراً له)
🌱وقد جاء في الدعاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام:-
(وﻻتجعل مصيبتنا في ديننا ، وﻻ تجعل الدنيا أكبر همنا، وﻻ مبلغ علمنا )
📍ومعنى قوله :
(وﻻتجعل مصيبتنا في ديننا )
أي: ﻻتصبنا بما ينقص ديننا ويذهبه ،
من اعتقاد سئ
أو تقصير في الطاعة
أو فعل محرم .
وذلك ﻷن(( المصيبة في الدين)) أعظم المصائب وليس عنها عوض بخﻻف المصيبة في الدنيا.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (102-103)
***********************************************************
قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله
76-دع عنك ما قاله العصري منتحﻻ
وبالعتيق تمسك قط واعتصم
----------------------------
🔶المراد بالعصري:
الذي ليس له ارتباط بعلوم السلف
وأما العالم من أهل العصر المتمسك بنهج السلف والماضي على جادتهم فيحرص على اﻷخذ عنه والتلقي منه .
قوله "منتحﻻ":
يعني ينتحل العلم وينتسب إلى السنة، وليس واقعه كذلك، وإنما يدعي ذلك ادعاء.
🔻قوله "وبالعتيق تمسك قط واعتصم"
يعني كن دائما متمسكا بالعتيق
جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال :
(من كان مستنا فليستن بمن قد مات،
فإن الحي ﻻتؤمن عليه الفتنه ،
أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة
أبرها قلوبا،
وأعمقها علما ،
وأقلها تكلفا،
قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وﻹقامة دينه،
فاعرفوا لهم فضلهم
واتبعوهم في آثارهم
وتمسكوا بما استطعتم من أخﻻقهم وسيرهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم )
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (103)
***********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله:
77-ما العلم إﻻ كتاب الله أو أثر
يجلو بنور هداه كل منبهم
----------------------------
حقيقة العلم الذي ينبغي أن يقبل عليه الطالب ، ويسعى في تحصيله الراغب :
(لزوم الكتاب والسنة).
🌱جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:(العلم ثلاثة :كتاب ناطق ، وسنة ماضية وﻻ أدري )
🌼وقد أنشد بعضهم :
العلم قال الله قال رسوله
قال الصحابة ليس خلف فيه
ما العلم نصبك للخﻻف سفاهة
بين النصوص وبين رأي سفيه
كﻻ وﻻنصب الخﻻف جهالة
بين الرسول وبين رأي فقيه.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص(104)
***********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
78- ماثم علم سوى الوحي المبين وما
منه استمد أﻻ طوبى لمغتنم
---------------------------
🔻قوله:"ماثم علم سوى الوحي المبين"
أي: كتاب الله وسنة نبيه عليه الصﻻة والسﻻم
🔻قوله:" وما منه استمد "
أي ماكان مستمدا من الوحي، متلقى منه
🔻قوله: "أﻻطوبى لمغتنم"
أي :مغتنم أوقاته في تحصيل هذا العلم المبارك والخير العظيم.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله
ص (104-105)
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله:
79-والكتم للعلم فاحذر إن كاتمه
في لعنة الله واﻷقوام كلهم
----------------------------
احذر أن تكتم العلم عن أهله والمحتاجين إليه والراغبين في تحصيله،
ثم بين العقوبة:
يشير إلى قول الله -سبحانه وتعالى، في سورة البقرة :
(إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم الﻻعنون).
شرح المنظومة الميمية
الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص(105)
************************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
80-ومن عقوبته أن في المعاد له
من الجحيم لجاما ليس كاللجم
81-وصائن العلم عمن ليس يحمله
ماذا بكتمان بل صون فﻻ تلم
82-وإنما الكتم منع العلم طالبه
من مستحق له فافهم وﻻتهم
----------------------------
🔶أعد الله لكاتم العلم يوم القيامة لجاما،
لكن ليس كاللجم المعروفة التي تكون من الجلد ونحو ذلك ،
لكنه لجام من النار.
🔸قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من سئل علم فكتمه ، ألجم يوم القيامة بلجام من نار "
ثم ذكر رحمه الله احترازا في هذا الباب حتى ﻻيظن أن هذا داخل في كتمان العلم.
إذا كان الغرض صيانة العلم بأن بسأل فﻻ يجيب ،
فليس هذا من باب الكتمان ،
وإنما هو من باب صيانة العلم ، فمثل هذا ﻻيعد كتمانا له .
🔻مثل أن يسأل ﻻ للفائدة ، وإنما يسأل للوقيعة
🔻أو يسأل ﻷمور أخرى ومآرب دنيئة وإشاعة الباطل ،
فهذا ﻻيجاب وﻻ يعد ذلك من كتمان العلم.
هذا القيد : ((من مستحق له))
يوضح أن كتم العلم يذم إذا كان بهذه الصفة، وأما كتمه عن غير المستحق فﻻ يعد كتمانا، وﻻيذم .
🔻قوله "وﻻتهم "
أي:ﻻتقع في الوهم في هذا الباب ،
وتخلط اﻷمور ،
وتجعل صيانة العلم نوعاً من كتمان العلم.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (106-107)
***********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
83- وأتبع العمل باﻷعمال وادع إلى
سبيل ربك بالتبيان والحكم
--------------------------
أي عليك بالعناية بالعمل ،
ومقصود العلم: ((العمل)) ،
وهذا باب عظيم ومهم للغاية.
قال علي رضي الله عنه:
"يهتف العلم بالعمل ، فإن أجابه وإﻻ ارتحل"
🔸قال الخطيب البغدادي في كتابه
"اقتضاء العلم العمل":
(إني موصيك-يا طالب العلم-بإخﻻص النية في طلبه، وإجهاد النفس على العمل بموجبه.
فإن العلم شجرة والعمل ثمرة
وليس يعد عالما من لم يكن بعلمه عامﻻ
فﻻ تأنس بالعمل مادمت مستوحشا من العلم، وﻻ تأنس بالعلم ماكنت مقصرا في العمل ،
ولكن(( اجمع بينهما))،
وإن قل نصيبك منهما..
🔻وماشئ أضعف من :
📍((عالم)) ترك الناس علمه لفساد طريقته
📍و((جاهل)) أخذ الناس بجهله لنظرهم إلى عبادته..
🌼والقليل من هذا مع القليل من هذا أنجى في العاقبة ،
إذا تفضل الله بالرحمة ، وتمم على عبده النعمة.
🔻فأما المدافعة والإهمال، وحب الهوينى والاسترسال، وإيثار الخفض والدعة ، والميل مع الراحة والسعة فإن خواتيم هذه الخصلة ذميمة، وعقباها كريهة وخيمة.
🌱والعلم يراد للعمل كما العمل يراد للنجاة ،
فإذا كان العمل قاصرا عن العلم كان العلم كﻻ على العالم ،
ونعوذ بالله من علم عاد كﻻ وأورث ذﻻ وصار في رقبة صاحبه غﻻ..
وهل جامع كتب العلم إﻻ كجامع الفضة والذهب ؟
وهل المنهوم بها إﻻ كالحريص الجشع عليهما؟
وهل المغرم بحبها إﻻ ككانزهما ؟
وكما ﻻتنفع اﻷموال إﻻ بإنفاقها ،
كذلك ﻻتنفع العلوم إﻻ لمن عمل بها ، وراعى واجباتها ،
فلينظر امرؤ لنفسه ، وليغتنم وقته، فإن الثواء قليل ، والرحيل قريب، والطريق مخوف، والاغترار غالب،والخطر عظيم، والناقد بصير
والله تعالى بالمرصاد ، وإليه المرجع والمعاد،
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).
انتهى كﻻمه رحمه الله.
🌼قال صلى الله عليه وسلم :
" ﻻتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عن عمره فيما أفناه ،
وعن علمه فيم فعل به ،
وعن ماله من أين اكتسبه
وفيم أنفقه ،
وعن جسمه فيم أبﻻه"
🌿وجاءت نصوص كثيرة في الترهيب ممن ﻻيعمل بعلمه ،
ومن يقول ما ﻻيفعل :
{يا أيها الذين ءامنوا لم تقولون ما ﻻ تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ماﻻتفعلون } [الصف :2-3]
وجاء في الصحيحين عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول :
"يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه ، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون:
أي فﻻن ماشأنك ؟!
أليس كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر!؟
قال: كنت آمركم بالمعروف وﻻ آتيه ، وأنهاكم عن المنكر وآتيه"
🔻قال عمرو بن قيس المﻻئي :
"إذا بلغك شيء من الخير فاعمل به ولو مرة، تكن من أهله "
ولهذا كان من شأن السلف رحمهم الله أن العلم يظهر عليهم في أخﻻقهم ، وفي آدابهم ،وفي معامﻻتهم.
🌱كما قال الحسن البصري رحمه الله :"كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يرى ذلك في بصره وتخشعه ولسانه ويده وصﻻته وصلته وزهده"
🔵حث الناظم رحمه الله على الدعوة إلى سبيل الله جل وعلا-بالتبيان والحكم ،
وهذا فيه التنبيه على أن الدعوة إلى الله تكون بالتبيان والحكم ، أي :
بالعلم المبني على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم،
ويدل لذلك اﻵية :
"أدعوا إلى الله على بصيرة"،
أما من دعا بدون بصيرة فإن ما يفسد أكثرمما يصلح.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (107- 111)
**********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
84-واصبر على ﻻحق من فتنة وأذى
فيه وفي الرسل ذكرى فاقتده بهم
---------------------------
🌼 يعني: اصبر على ما يلحقك إثر الدعوة إلى الله من فتنة وأذى..
🔻قوله:"وفي الرسل ذكرى فاقتده بهم "
(فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل )
ولك في الرسل والأنبياء أسوة حسنة ، فقد نالهم -وهم خيار الخلق وأفضل الناس -من اﻷذى ما نالهم ، فتلقوا ذلك عليهم السلام بالصبر .
وﻻشك أن الذي يشتغل بالدعوة ﻻبد أن يعرض له شئ من اﻷذى من المدعوين ،
وهذا يتطلب من الداعية أن يوطن نفسه على الصبر وتحمل المشاق في سبيل تبليغ دين الله عز وجل وإقامة الحجة على الخلق ، اقتداء باﻷنبياء والمرسلين ،
واتساء بسيد الخلق أجمعين الذي أمره ربه -جل وعﻻ -بالصبر على أذى قومه ، ومقابلة حمقهم بالحلم والرفق ..
ومراعاة الصبر والرفق في الدعوة إلى الله له اﻷثر البالغ في نفوس المدعوين وﻻ سيما في عصرنا هذا..
🔵قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
"هذا العصر عصر الرفق والصبر والحكمة ، وليس عصر الشدة ، الناس أكثرهم في جهل، في غفلة وإيثار للدنيا ، فﻻ بد من الصبر ، وﻻبد من الرفق )
🔶وإذا تأملنا اﻷبيات المتقدمة نجد أن الناظم رحمه الله جمع فيها أمورا أربعة على الترتيب :
اﻷول:طلب العلم و تحصيله
واﻷمر الثاني:العمل به
واﻷمر الثالث :الدعوة إليه .
واﻷمر الرابع : الصبر على اﻷذى فيه ..
وقد جمعت هذه اﻷمور اﻷربعة في سورة العصر :
(والعصر* إن اﻹنسان لفي خسر* إﻻ الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
وجعلها شيخ اﻹسﻻم محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالة بعنوان [المسائل اﻷربعة]
واستدل لها بسورة العصر.
وقد جاء عن الشافعي رحمه الله أنه قال :
"لو فكر الناس كلهم في سورة {والعصر}، لكفتهم.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (111-113)
***********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
85-لواحد بك يهديه اﻹله لذا
خير غدا لك من حمر من النعم
---------------------------
جاء في الصحيحين عن علي رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"فوالله ﻷن يهدي الله بك رجﻻ واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم "
🔻أي :خير لك من اﻹبل الحمر ، وهي أنفس أموال العرب ، يضربون بها في نفاسة الشيء.
🌼وفي الحديث فضيلة الدعوة إلى الله ، وفضيلة من اهتدى على يديه رجل واحد.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله
ص (113)
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
86-واسلك سواء الصراط المستقيم
وﻻ تعدل وقل ربي الرحمن واستقم
---------------------------
🔵أي الزم صراط الله المستقيم ، وﻻتمل عنه يميناً وﻻ شماﻻ..
قال تعالى:
"وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه وﻻ تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"
🔹وفي سورة الفاتحة :
(اهدنا الصراط المستقيم).
🔹وفي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لسفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه: قال:قلت يا رسول الله! حدثني بأمر أعتصم به.
قال:"قل ربي الله ثم استقم "
وهي وصية عظيمة جامعة
جمعت الدين كله والخير أجمعه ،
بها ختم الناظم رحمه الله هذه النبذة الطيبة المباركة في الوصية لطالب العلم. .
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص(114)
************************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
61-يا طالب العلم لا تبغي به بدﻻ
فقد ظفرت ورب اللوح والقلم
--------------------------
بدأ هذه النبذة الطيبة بهذا النداء اللطيف:
(يا طالب العلم)
أي :يامن أكرمك الله عز وجل ومن عليك باللحاق بهذا الركب الطيب المبارك، ويسر لك أن تكون من أهل العلم وطﻻبه.
🔻قاصدا بهذا النداء :
التنبيه إلى ما يقتضيه هذا الانتساب من حقوق وآداب واجبات تلزم كل سالك سلك هذا المسلك الميارك.
ﻻبد من مجاهدة النفس والاستمرار في طلب العلم والمداومة على تحصيله ((كلما ورد صارف أو عرض صاد))
ذكر ربوبية الله جل وعﻻ للوح والقلم يتضمن تذكير طالب العلم باستشعار منة الله عليه أن يسر له أن يمسك الأوراق والأقﻻم ، ويسطر بها خير الكﻻم وخير الهدى،
وإﻻ كم من الناس من يحملون الأقﻻم والأوراق، ويكتبون بها الباطل والضﻻل والكفر والصد عن دين الله.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (81-82)
**********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
62-وقدس العلم واعرف قدر حرمته
في القول والفعل والآداب فالتزم
----------------------------
(التقديس) :التنزيه
أي نزه العلم عن كل ماﻻ يليق به وماﻻ يليق بطلابه
ولهذا ينبغي على طالب العلم :
🔻أن يحترم العلم
🔻وأن يحترم كتب العلم
🔻وأن يحترم حملة العلم
و لهذا جاء في الحديث :
(ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا ، ويعرف لعالمنا حقه)
الآداب التي تراعى في حق العلم منها:
آداب قولية
ومنها آداب فعلية
📍وهذا باب عظيم أفرده أهل العلم بكتابات نافعة ومصنفات مفيدة.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (82-83)
***********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
63-واجهد بعزم قوي لا انثناء له
لو يعلم المرء قدر العلم لم ينم
----------------------------
أي ابذل جهدك في طلب العلم بعزيمة قوية.
وفي الدعاء المأثور:
(اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد)
🔵كان العلم هو الشغل الشاغل للسلف يقطع عليهم نومهم كلما استذكروا شيئا من مسائله.
جاء في ترجمة الإمام البخاري رحمه الله:أنه كان يستيقظ في الليلة الواحدة أكثر من مرة فيوقد السراج ويكتب الفائدة تمر على خاطره ثم ينام.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (83-84)
***********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
64-والنصح فابذله للطﻻب محتسبا
في السر والجهر والأستاذ فاحترم
------------------------
أي :كن ناصحا لهم.
قال صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة)
🔻والنصح:
هو إرادة الخير للغير، وأن تحب لهم ما تحب لنفسك.
كما أن الله عز وجل أكرمك بحظ من العلم ونصيب منه؛ فأوصل هذا الخير إلى الآخرين.
🔵النصيحة إذا أسديت سرا كانت أبلغ في التأثير والفائدة.
قال ابن رجب رحمه الله :
"فإن الناصح ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له، وإنما غرضه إزالة المفسدة التي وقع فيها".
العلم إذا أمسكه صاحبه ولم يفد به الآخرين نقص.
ولكن إذا بذلت العلم وقدمت النصيحة إلى الآخرين زاد علمك ونمى وجرى لك ثوابه بعد موتك للحديث:
(إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية،أو علم ينتفع به،أو ولد صالح يدعو له).
قوله (والأستاذ فاحترم):
وهذا مهم جدا في الطلب:
أن يكون طالب العلم على قدر عال من الاحترام لمعلمه
وعلى قدر هذا الاحترام تتحقق الفائدة ويعظم الخير، والعكس بالعكس.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص( 84-86)
***********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
65- ومرحبا قل لمن يأتيك يطلبه
وفيهم احفظ وصايا المصطفى بهم.
----------------------------
🔹فأمثال هؤﻻء حقهم أن يتلقوا بالترحيب وحسن المعاملة.
فهذا الترحيب الرفيع يزيد من همة الطالب ويقوي رغبته.
🔻ولهذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتلقى طﻻب العلم بالترحيب
وكان هذا هديه إذا أتته الوفود لطلب العلم والأخذ عنه عليه الصﻻة والسﻻم.
فلما جاءه وفد عبد القيس والحديث في الصحيحين قال:
(مرحبا بالقوم غير خزايا وﻻ ندامى)
🔻ومرحبا: هي كلمة ترحيب
أي:حللت في مكان رحب وبين إخوة يحبونك.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (87-88)
**********************************************************
✏️قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
66- والنية اجعل لوجه الله خالصة
إن البناء بدون الأصل لم يقم
----------------------------
🌼أي اجعل نيتك خالصة لوجه الله.
وفي الحديث: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى "
🌼وطلب العلم عبادة.
كما قال الإمام الزهري رحمه الله :
" ماعُبد الله بمثل العلم "
والعبادة لاتقبل إلا بالإخلاص لله-سبحانه وتعالى-
🌼فعلى طالب العلم أن يصحح نيته في كل وقت وحين بمجاهدة مستمرة للنفس
يقول سفيان الثوري :
" ماعالجت شيئا أشد عليّ من نيتي لأنها تنقلب عليّ"
ولهذا فالنية تحتاج إلى معالجة،
والطالب يحتاج أن يصحح نيته دائماً وأن يبعد نفسه عن الرياء والسمعة وحب الظهور وحب الشهرة وما إلى ذلك.
🌼ويجعل طلبه للعلم من جملة أعماله الصالحة التي يتقرب بها إلى الله -سبحانه وتعالى -
وقد قال الإمام أحمد رحمه الله :
"العلم لايعدله شيء"
وقال مهنا :
" قلت لأحمد: حدثنا ماأفضل الأعمال ؟
قال :طلب العلم
قلت:لمن؟
قال:لمن صحت نيته
قلت: وأي شيء يصحح النية؟
قال: ينوي يتواضع فيه وينفي عنه الجهل "
"الإخلاص" :
هو قصد وجه الله -تعالى- وحده وهو التوحيد
وفي هذا إشارة إلى أهمية التوحيد
فإذا لم يكن العلم قائما على التوحيد فلا نفع فيه .
شرح المنظومة المميمة
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (89-90)
**********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
67-ومن يكن ليقول الناس يطلبه
أخسر بصفقته في موقف الندم
---------------------------
🔻من يطلب العلم لأجل أن يقول الناس عنه طالب علم
فإن صفقته خاسرة يوم القيامة، وإن حصل شيئا من حطام الدنيا.
جاء في الحديث الذي يرويه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها.
قال: فما عمِلتَ فيها ؟
قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ.
قال: كذَبتَ.
ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل.
ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى أُلقِيَ في النارِ.
ورجُلٌ تعلَّم العِلمَ وعلَّمه وقرَأ القرآنَ فأُتِي به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها.
قال: فما عمِلتَ فيها ؟
قال: تعلَّمتُ العِلمَ وعلَّمتُه وقرَأتُ فيكَ القرآنَ.
قال: كذَبتَ ولكنَّكَ تعلَّمتَ العِلمَ لِيُقالَ عالِمٌ. وقرَأتُ القُرآنَ لِيُقالَ هو قارِئٌ فقد قيل
ثم أمَر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقِي في النارِ.
ورجُلٌ وسَّع اللهُ عليه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّه. فأتَى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟
قال: ما ترَكتُ مِن سبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنفَقَ فيها إلَّا أنفَقتُ فيها لكَ.
قال: كذَبتَ ولكنَّكَ فعَلتَ لِيُقالَ هو جَوَادٌ فقد قيل.
ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه ثم أُلقِي في النار))
قال النووي في شرحه لهذا الحديث:
فيه دليل على تغليظ تحريم الرياء، وشدة عقوبته، والحث على وجوب الإخﻻص في الأعمال كما قال تعالى : { وما أمروا إﻻ ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (91)ِ
***********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
68- ومن به يبتغي الدنيا فليس له
يوم القيامة من حظٍّ ولا قسمِ
----------------------------
(( ومن به يبتغي الدنيا ))
أي يطلب العلم للدنيا :
كالرئاسة
والزعامة
والمال
والجاه
والمناصب إلى غير ذلك .
وقد جاء في الحديث عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنْ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))
أي: رِيحَهَا.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص(92-93)
************************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
69-كفى ب(من كان)فى شورى
وهودٍ وفي
الإسراء موعظة للحاذق الفهم
--------------------------
🔻في سورة الشورى :
قال جل وعلا (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ )). [ الشورى : 20 ]
🔻وفي سورة هود :
قال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
[سورة هود آية: 15-16]
🔻وفى سورة الإسراء :
قال الله جل وعلا :
((من كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا )).
[ الإسراء : 18]
🔹فهذه ثلاثة مواضع في القرآن صُُدِّرت بقوله : ( من كَانَ )
وكلها تبين أن من يبتغي بالعلم الدنيا
فليس له يوم القيامة من حظٍّ ولا نصيب.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص(93-94)
************************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمى رحمه الله :
70- إيَّاكَ واحْذَرْ مُمارَاةَ السَّفِيهِ بِهِ
كَذا مُباهاةَ أهْلِ العِلْمِ لا تَرُمِ
-------------------------
قال صلى الله عليه وسلم :
" مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَّ بِهِ الْعُلَمَاءَ ،
أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ " .
🔻قول الناظم :
(إيَّاكَ واحْذَرْ مُمارَاةَ السَّفِيهِ بِه)
أي لا يكن من مسلكك في العلم أن تحصِّله وتطلبه
🔹من أجل مماراة السُّفهاء
🔹أو من أجل مباهاة العلماء:
يتباهى بعلمه فى مجالس أهل العلماء
أو يبرز نفسه ليُقال هو أعلم من العالم الفلانى وأدرى منه فإن هذا مما يخرم النِّيَّة.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص(94)
************************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
71- فإن أبغض كل الخلق أجمعهم
إلى الإله ألد الناس في الخصم
---------------------------
قال صلى الله عليه وسلم :
( إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم)
🔻(الألد):
مأخوذ من لديدي الوادي وهما جانباه ؛ لأنه كلما احتج عليه بحجة أخذ في جانب آخر
وقيل :مشتق من لديدي العنق وهما صفحتاه.
🔻(الخصم):المولع بالخصومة، والماهر بها.
فمن كان بهذه الصفة صاحب لدد في الخصومة ، يتفنن وعنده مهارة يذهب بخصمه هنا وهناك.
همه أن يظهر ويغلب ويفحم خصمه.
فمن كان بهذه الصفة فهو أبغض الرجال إلى الله سبحانه وتعالى .
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله .
ص (95)
************************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
72-والعجب فاحذره إن العجب مجترف
أعمال صاحبه في سيله العرم.
--------------------------
العجب من الأمور التي تخل بالنية
🔻والعجب:
رؤية النفس والتعالي على الناس والترفع عليهم.
وهو خلق ذميم ﻻيليق بآحاد الناس من المسلمين.
فكيف بطالب العلم الذي أكرمه الله سبحانه وتعالى بالعلم ومن عليه بالفهم والفقه.
وطالب العلم كلما كان مستشعرا منة الله عليه وتفضله عليه بالعلم
وأنه لوﻻ فضل الله عليه ورحمته ما حصل من العلم شيئا ذهب عنه العجب وعمر قلبه بالإخﻻص.
شبه العجب بالسيل الجارف العرم الذي يدمر ما أمامه.
فالإنسان عندما يصاب بداء العجب يجترف أعماله الصالحة كلها فﻻ يبقى منها شيئا.
والعجب عندما يصاب به طالب العلم يجره إلى الكبر ، وإلى التعالي على الناس، والترفع على عباد الله، والعلو في الأرض
وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم :
( ﻻيدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر).
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (95-97)
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله:
************************************************************
73-وبالمهم المهم ابدأ لتدركه
وقدم النص والآراء فاتهم.
----------------------------
هذه وصية عظيمة جدا ، ماأحوج طالب العلم المبتدئ لمعرفتها .
وكثيرا ما يتخبط المبتدئون في هذا اﻷمر، وربما تسبب لهم ذلك بعدم المواصلة والمضي في طلب العلم.
بينما إذا أخذ اﻷمور مأخذا صحيحاً ، وأتى اﻷمور من أبوابها الصحيحة ، أدرك بإذن الله جل وعلا مع اﻷيام والوقت خيرا عظيماً.
ولهذا فإن طالب العلم ينبغي له أن يتدرج
في أخذ العلم، ﻻ أن يروم أخذه جملة واحدة ، وحفظه في مرة واحدة أو في جلسات قﻻئل، بل يتدرج في مسائل العلم شيئاً فشيئاً حتى يحصل مع مر اﻷيام منه خيراً كثيرا..
قال تعالى :
(مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)
🔻نقل بعض السلف أنه قال في معنى
الرباني:
(الذي يربي الناس بصغارالعلم قبل كباره )
ذكره البخاري في صحيحه ..
🔻قال الحافظ في مقدمة الفتح :
"أي بالتدريج".
وهذا أمر يحتاج إليه المبتدئ حاجة شديدة، وإذا وفق لعالم يتدرج به في طلب العلم يحصل بإذن الله مع الأيام خيرا كثيرا.
جاء عن اﻹمام الزهري رحمة الله عليه انه قال:
(من طلب العلم جملة فاته جمله وإنما يدرك العلم حديث أو حديثان ).
أي : يمضي به بالتدريج شيئا فشيئاً وهذا المعنى مستفاد من قول النبي عليه الصﻻة والسﻻم :
(أحب اﻷعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل) متفق عليه.
فالشئ الذي يأتي بالتدريج، بالصبر واﻷناة واﻹتقان هوالذي يكون له بإذن الله عز وجل الثمرة النافعه والعاقبة الطيبة ..
ثم قال الناظم رحمه الله :
"وقدم النص واﻵراء فاتهم "
وهذا فيه الحث على تقديم الكتاب والسنة على اﻵراء.
🔻كما قال عمر رضي الله عنه:
(اتهموا الرأي على الدين)
🔻وقال علي رضي الله عنه:
(لوكان الدين بالرأي لكان باطن الخف أحق بالمسح من أعﻻه)
🔶ومن أراد اﻻعتبار في هذا الباب ، فلينظر إلى قصة الصحابة رضي الله عنهم مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم صلح الحديبية
📍فطالب العلم واجبه تقديم النصوص وأن يتهم الرأي في الدين.
📍وأن يقدم كﻻم ربه وكﻻم رسوله عليه الصﻻة والسﻻم.
(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي اﻷمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم اﻵخر ذلك خير وأحسن تأويﻻ ).
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (97-101)
************************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله:
74-قدم وجوبا علوم الدين إن بها
يبين نهج الهدى من موجب النقم
-----------------------------
عندما تشرع في الطلب والتحصيل ، قدم علوم الدين على العلوم الدنيوية
وخاصة ضروريات الدين
وماﻻ يتم الواجب إﻻ به
فهذه كلها مقدمة
وبها يبدأ قبل تعلم أي أمر آخر.
🔶 علوم الدين هي التي يميز بها طالب العلم بين الحق والباطل ،
والهدى والضﻻلة ،
والسنة والبدعة،
والطيب والخبيث.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص(101-102)
قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
***********************************************************
75-وكل كسر الفتى فالدين جابره
والكسر في الدين صعب غير ملتم
---------------------------🌼كل مصيبة يصاب بها اﻹنسان في غير الدين يجبرها الدين .
كمايوضح ذلك :
قول النبي صلى الله عليه وسلم:
(عجباً ﻷمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك ﻷحد إﻻ للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء فصبر فكان خيراً له)
🌱وقد جاء في الدعاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام:-
(وﻻتجعل مصيبتنا في ديننا ، وﻻ تجعل الدنيا أكبر همنا، وﻻ مبلغ علمنا )
📍ومعنى قوله :
(وﻻتجعل مصيبتنا في ديننا )
أي: ﻻتصبنا بما ينقص ديننا ويذهبه ،
من اعتقاد سئ
أو تقصير في الطاعة
أو فعل محرم .
وذلك ﻷن(( المصيبة في الدين)) أعظم المصائب وليس عنها عوض بخﻻف المصيبة في الدنيا.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (102-103)
***********************************************************
قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله
76-دع عنك ما قاله العصري منتحﻻ
وبالعتيق تمسك قط واعتصم
----------------------------
🔶المراد بالعصري:
الذي ليس له ارتباط بعلوم السلف
وأما العالم من أهل العصر المتمسك بنهج السلف والماضي على جادتهم فيحرص على اﻷخذ عنه والتلقي منه .
قوله "منتحﻻ":
يعني ينتحل العلم وينتسب إلى السنة، وليس واقعه كذلك، وإنما يدعي ذلك ادعاء.
🔻قوله "وبالعتيق تمسك قط واعتصم"
يعني كن دائما متمسكا بالعتيق
جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال :
(من كان مستنا فليستن بمن قد مات،
فإن الحي ﻻتؤمن عليه الفتنه ،
أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة
أبرها قلوبا،
وأعمقها علما ،
وأقلها تكلفا،
قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وﻹقامة دينه،
فاعرفوا لهم فضلهم
واتبعوهم في آثارهم
وتمسكوا بما استطعتم من أخﻻقهم وسيرهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم )
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (103)
***********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله:
77-ما العلم إﻻ كتاب الله أو أثر
يجلو بنور هداه كل منبهم
----------------------------
حقيقة العلم الذي ينبغي أن يقبل عليه الطالب ، ويسعى في تحصيله الراغب :
(لزوم الكتاب والسنة).
🌱جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:(العلم ثلاثة :كتاب ناطق ، وسنة ماضية وﻻ أدري )
🌼وقد أنشد بعضهم :
العلم قال الله قال رسوله
قال الصحابة ليس خلف فيه
ما العلم نصبك للخﻻف سفاهة
بين النصوص وبين رأي سفيه
كﻻ وﻻنصب الخﻻف جهالة
بين الرسول وبين رأي فقيه.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص(104)
***********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
78- ماثم علم سوى الوحي المبين وما
منه استمد أﻻ طوبى لمغتنم
---------------------------
🔻قوله:"ماثم علم سوى الوحي المبين"
أي: كتاب الله وسنة نبيه عليه الصﻻة والسﻻم
🔻قوله:" وما منه استمد "
أي ماكان مستمدا من الوحي، متلقى منه
🔻قوله: "أﻻطوبى لمغتنم"
أي :مغتنم أوقاته في تحصيل هذا العلم المبارك والخير العظيم.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله
ص (104-105)
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله:
79-والكتم للعلم فاحذر إن كاتمه
في لعنة الله واﻷقوام كلهم
----------------------------
احذر أن تكتم العلم عن أهله والمحتاجين إليه والراغبين في تحصيله،
ثم بين العقوبة:
يشير إلى قول الله -سبحانه وتعالى، في سورة البقرة :
(إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم الﻻعنون).
شرح المنظومة الميمية
الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص(105)
************************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
80-ومن عقوبته أن في المعاد له
من الجحيم لجاما ليس كاللجم
81-وصائن العلم عمن ليس يحمله
ماذا بكتمان بل صون فﻻ تلم
82-وإنما الكتم منع العلم طالبه
من مستحق له فافهم وﻻتهم
----------------------------
🔶أعد الله لكاتم العلم يوم القيامة لجاما،
لكن ليس كاللجم المعروفة التي تكون من الجلد ونحو ذلك ،
لكنه لجام من النار.
🔸قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من سئل علم فكتمه ، ألجم يوم القيامة بلجام من نار "
ثم ذكر رحمه الله احترازا في هذا الباب حتى ﻻيظن أن هذا داخل في كتمان العلم.
إذا كان الغرض صيانة العلم بأن بسأل فﻻ يجيب ،
فليس هذا من باب الكتمان ،
وإنما هو من باب صيانة العلم ، فمثل هذا ﻻيعد كتمانا له .
🔻مثل أن يسأل ﻻ للفائدة ، وإنما يسأل للوقيعة
🔻أو يسأل ﻷمور أخرى ومآرب دنيئة وإشاعة الباطل ،
فهذا ﻻيجاب وﻻ يعد ذلك من كتمان العلم.
هذا القيد : ((من مستحق له))
يوضح أن كتم العلم يذم إذا كان بهذه الصفة، وأما كتمه عن غير المستحق فﻻ يعد كتمانا، وﻻيذم .
🔻قوله "وﻻتهم "
أي:ﻻتقع في الوهم في هذا الباب ،
وتخلط اﻷمور ،
وتجعل صيانة العلم نوعاً من كتمان العلم.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (106-107)
***********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
83- وأتبع العمل باﻷعمال وادع إلى
سبيل ربك بالتبيان والحكم
--------------------------
أي عليك بالعناية بالعمل ،
ومقصود العلم: ((العمل)) ،
وهذا باب عظيم ومهم للغاية.
قال علي رضي الله عنه:
"يهتف العلم بالعمل ، فإن أجابه وإﻻ ارتحل"
🔸قال الخطيب البغدادي في كتابه
"اقتضاء العلم العمل":
(إني موصيك-يا طالب العلم-بإخﻻص النية في طلبه، وإجهاد النفس على العمل بموجبه.
فإن العلم شجرة والعمل ثمرة
وليس يعد عالما من لم يكن بعلمه عامﻻ
فﻻ تأنس بالعمل مادمت مستوحشا من العلم، وﻻ تأنس بالعلم ماكنت مقصرا في العمل ،
ولكن(( اجمع بينهما))،
وإن قل نصيبك منهما..
🔻وماشئ أضعف من :
📍((عالم)) ترك الناس علمه لفساد طريقته
📍و((جاهل)) أخذ الناس بجهله لنظرهم إلى عبادته..
🌼والقليل من هذا مع القليل من هذا أنجى في العاقبة ،
إذا تفضل الله بالرحمة ، وتمم على عبده النعمة.
🔻فأما المدافعة والإهمال، وحب الهوينى والاسترسال، وإيثار الخفض والدعة ، والميل مع الراحة والسعة فإن خواتيم هذه الخصلة ذميمة، وعقباها كريهة وخيمة.
🌱والعلم يراد للعمل كما العمل يراد للنجاة ،
فإذا كان العمل قاصرا عن العلم كان العلم كﻻ على العالم ،
ونعوذ بالله من علم عاد كﻻ وأورث ذﻻ وصار في رقبة صاحبه غﻻ..
وهل جامع كتب العلم إﻻ كجامع الفضة والذهب ؟
وهل المنهوم بها إﻻ كالحريص الجشع عليهما؟
وهل المغرم بحبها إﻻ ككانزهما ؟
وكما ﻻتنفع اﻷموال إﻻ بإنفاقها ،
كذلك ﻻتنفع العلوم إﻻ لمن عمل بها ، وراعى واجباتها ،
فلينظر امرؤ لنفسه ، وليغتنم وقته، فإن الثواء قليل ، والرحيل قريب، والطريق مخوف، والاغترار غالب،والخطر عظيم، والناقد بصير
والله تعالى بالمرصاد ، وإليه المرجع والمعاد،
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).
انتهى كﻻمه رحمه الله.
🌼قال صلى الله عليه وسلم :
" ﻻتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عن عمره فيما أفناه ،
وعن علمه فيم فعل به ،
وعن ماله من أين اكتسبه
وفيم أنفقه ،
وعن جسمه فيم أبﻻه"
🌿وجاءت نصوص كثيرة في الترهيب ممن ﻻيعمل بعلمه ،
ومن يقول ما ﻻيفعل :
{يا أيها الذين ءامنوا لم تقولون ما ﻻ تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ماﻻتفعلون } [الصف :2-3]
وجاء في الصحيحين عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول :
"يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه ، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون:
أي فﻻن ماشأنك ؟!
أليس كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر!؟
قال: كنت آمركم بالمعروف وﻻ آتيه ، وأنهاكم عن المنكر وآتيه"
🔻قال عمرو بن قيس المﻻئي :
"إذا بلغك شيء من الخير فاعمل به ولو مرة، تكن من أهله "
ولهذا كان من شأن السلف رحمهم الله أن العلم يظهر عليهم في أخﻻقهم ، وفي آدابهم ،وفي معامﻻتهم.
🌱كما قال الحسن البصري رحمه الله :"كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يرى ذلك في بصره وتخشعه ولسانه ويده وصﻻته وصلته وزهده"
🔵حث الناظم رحمه الله على الدعوة إلى سبيل الله جل وعلا-بالتبيان والحكم ،
وهذا فيه التنبيه على أن الدعوة إلى الله تكون بالتبيان والحكم ، أي :
بالعلم المبني على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم،
ويدل لذلك اﻵية :
"أدعوا إلى الله على بصيرة"،
أما من دعا بدون بصيرة فإن ما يفسد أكثرمما يصلح.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (107- 111)
**********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
84-واصبر على ﻻحق من فتنة وأذى
فيه وفي الرسل ذكرى فاقتده بهم
---------------------------
🌼 يعني: اصبر على ما يلحقك إثر الدعوة إلى الله من فتنة وأذى..
🔻قوله:"وفي الرسل ذكرى فاقتده بهم "
(فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل )
ولك في الرسل والأنبياء أسوة حسنة ، فقد نالهم -وهم خيار الخلق وأفضل الناس -من اﻷذى ما نالهم ، فتلقوا ذلك عليهم السلام بالصبر .
وﻻشك أن الذي يشتغل بالدعوة ﻻبد أن يعرض له شئ من اﻷذى من المدعوين ،
وهذا يتطلب من الداعية أن يوطن نفسه على الصبر وتحمل المشاق في سبيل تبليغ دين الله عز وجل وإقامة الحجة على الخلق ، اقتداء باﻷنبياء والمرسلين ،
واتساء بسيد الخلق أجمعين الذي أمره ربه -جل وعﻻ -بالصبر على أذى قومه ، ومقابلة حمقهم بالحلم والرفق ..
ومراعاة الصبر والرفق في الدعوة إلى الله له اﻷثر البالغ في نفوس المدعوين وﻻ سيما في عصرنا هذا..
🔵قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
"هذا العصر عصر الرفق والصبر والحكمة ، وليس عصر الشدة ، الناس أكثرهم في جهل، في غفلة وإيثار للدنيا ، فﻻ بد من الصبر ، وﻻبد من الرفق )
🔶وإذا تأملنا اﻷبيات المتقدمة نجد أن الناظم رحمه الله جمع فيها أمورا أربعة على الترتيب :
اﻷول:طلب العلم و تحصيله
واﻷمر الثاني:العمل به
واﻷمر الثالث :الدعوة إليه .
واﻷمر الرابع : الصبر على اﻷذى فيه ..
وقد جمعت هذه اﻷمور اﻷربعة في سورة العصر :
(والعصر* إن اﻹنسان لفي خسر* إﻻ الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
وجعلها شيخ اﻹسﻻم محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالة بعنوان [المسائل اﻷربعة]
واستدل لها بسورة العصر.
وقد جاء عن الشافعي رحمه الله أنه قال :
"لو فكر الناس كلهم في سورة {والعصر}، لكفتهم.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص (111-113)
***********************************************************
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
85-لواحد بك يهديه اﻹله لذا
خير غدا لك من حمر من النعم
---------------------------
جاء في الصحيحين عن علي رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"فوالله ﻷن يهدي الله بك رجﻻ واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم "
🔻أي :خير لك من اﻹبل الحمر ، وهي أنفس أموال العرب ، يضربون بها في نفاسة الشيء.
🌼وفي الحديث فضيلة الدعوة إلى الله ، وفضيلة من اهتدى على يديه رجل واحد.
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله
ص (113)
✏قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله :
86-واسلك سواء الصراط المستقيم
وﻻ تعدل وقل ربي الرحمن واستقم
---------------------------
🔵أي الزم صراط الله المستقيم ، وﻻتمل عنه يميناً وﻻ شماﻻ..
قال تعالى:
"وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه وﻻ تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"
🔹وفي سورة الفاتحة :
(اهدنا الصراط المستقيم).
🔹وفي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لسفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه: قال:قلت يا رسول الله! حدثني بأمر أعتصم به.
قال:"قل ربي الله ثم استقم "
وهي وصية عظيمة جامعة
جمعت الدين كله والخير أجمعه ،
بها ختم الناظم رحمه الله هذه النبذة الطيبة المباركة في الوصية لطالب العلم. .
شرح المنظومة الميمية
للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
ص(114)
************************************************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق